امير الرومنسيه

في الثامنة صباحاً استيقظ احمد من نومه تغمره سعادة بالغة فهو مشتاق إلى أول يوم زواج مع حبيبة قلبه منى ، اليوم الذي طالما حلما به معاً في فترة الخطوبة وما قبلها ، وهاهو قد جاء حتى تزور السعادة قلبيهما .
تحرك من السرير في بطء حتى لا يزعجها فنهض منه ثم وقف بجواره يرسل نظرة تحمل أسمى معاني الحب إلى الجمال النائم أمامه وما لبث أن قال: " كم احبك !"ثم خرج إلى الحمام ، وهو يستحم اخذ يتذكر أول لقاء جمع بينهما بعد أن سلب قلبها وسلبت لبّه وكيف سار حبهما بخطوات مدروسة في فترة الجامعة وما بعدها فترة الخطوبة حتى وصلا إلى النهاية السعيدة التي تمناها وحلم بها منذ أن دق حب منى باب قلبه .
أنهى حمامه وخرج سريعاً ألقى نظرة عليها فوجدها مازالت نائمة فسار إلى المطبخ وشرع في إعداد طعام الفطور وهو يتذكر انه طالما حلم أن يعد هو طعام الفطور في أول يوم زواج وما أن أنهي إعداده حتى وضعه على صينية كبيرة وحملها إلى غرفة النوم ، وضعها علي المنضدة في وسط الغرفة ثم سار إلى السرير وجلس عليه في بطء حتى لا يوقظها ونظر إليها واخذ ينظر وينظر بلا تعب ، يتأمل جمالها ويحمد الله على نعمته وتمنى لو يقضي بقية عمره أمام مني ينظر إلى وجهها الصافي وبقي على هذا الحال قرابة النصف ساعة ينظر إلي حبيبته النائمة أمامه فتذكر الطعام الذي برد والضيوف الذين على وشك المجيء فابتسم ابتسامة خفيفة ومال على خدها فقبلها في حنان وما أن ابتعد عنها حتى وجد وجهها يبتسم وعينيها تتفتح كأزهار الربيع عند شروق الشمس وهي تنظر إليه بنظرتها الساحرة التي طالما سحرته بها وقالت: "صباح الخير" فنظر إليها طويلا ثم رد قائلا: "كم احبك !" فاحمر وجهها خجلا وقالت: "اللهم ألهمني حسن الفعل حتى أسعدك طوال حياتك" فمال إليها وامسك يدها وقبلها ثم نظر في عينيها ونظرت في عينيه والأمل يرفرف حولهما ، ولم لا فالحب قائدهما والمستقبل السعيد في انتظارهما .